ولي العهد ترأس أخيرا اجتماع اللجنة العليا المعنية بمتابعة أعمال مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي الشريف. (عكاظ)
ولي العهد ترأس أخيرا اجتماع اللجنة العليا المعنية بمتابعة أعمال مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي الشريف. (عكاظ)
-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ أمرًا ملكيًّا بإنشاء «مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث النبوي الشريف»، يكون مقره المدينة المنورة، ويكون له مجلس علمي، يضم صفوة من علماء الحديث الشريف في العالم، تلمس الملك سلمان كعادة ملوك هذه البلاد مكانة السُّنة النبوية لدى المسلمين؛ كونها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وانتهج نهج الدولة منذ تأسيسها لخدمة الشريعة الإسلامية ومصادرها، وارتأى بنظرته الثاقبة أهمية وجود جهة تُعنى بخدمة الحديث النبوي الشريف وعلومه جمعًا وتصنيفًا؛ في مبادرة تاريخية هامة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، للحفاظ على الحديث الشريف من خلال تشكيل المجمع بعضوية علماء متخصصين أكفاء في علم الحديث، ليشكّلوا مجلسه العلمي ليكون مرجعا مؤسساتيا للحديث الشريف لتسييج هذا المصدر التشريعي الهام والحفاظ عليه وإيجاد آلية علمية، بعيدا عن الاجتهادات الغلو، ونأيا بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة عن استغلال أصحاب الغايات الدنيوية المشبوهة وأولئك الذين شوهوا صورة الإسلام البعيد كل البعد عن التطرف والغُلو والذي يدعو للوسطية والاعتدال والتسامح.

وعندما ترأس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اجتماع اللجنة العليا المعنية بمتابعة أعمال مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث النبوي الشريف؛ فإن هذا يعكس اهتمام القيادة الحكيمة بمضاعفة الجهود لاستكمال أعمال مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي، تجسيدا لرسالة المملكة الريادية في خدمة السنة النبوية والعناية بها، وتأكيدا على الثوابت الراسخة التي تواصل بلادنا السير عليها منذ عهد المؤسس والقائمة على الكتاب والسنة.


وليس هناك رأيان حول ما قاله الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي العهد؛ بمجمع الملك سلمان للحديث الشريف، وتوجيه ولي العهد بمضاعفة الجهود لاستكمال أعمال المجمع، كون هذا المجمع يجسد رسالة المملكة الريادية في خدمة السنة النبوية؛ مؤكدا أن تعظيم كتاب الله وتحكيمه وخدمة السنة المطهرة سيكون له بالغ الأثر في خدمة الحديث النبوي الشريف وعلومه في هذا العصرالحديث جمعاً وتصنيفاً وتحقيقاً ودراسة.

ويُعتبر إنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبوي الشريف، انتصارا سيذكره التاريخ للسنة النبوية الصحيحة، إلى جانب التأكيد على دور المملكة العالمي والريادي لتصحيح صورة الإسلام، ونشر تعاليم الدين الصحيح.

ومن الأهمية أن يعطى المجمع الاهتمام الكبير من الإعلام التقليدي والجديد ومنصاته، لأننا في عصر تعددت فيه وسائل الانتشار، والوصول إلى المستهدفين، من خلال التقنيات الإعلامية الحديثة؛ وبأساليب مبتكرة، يتولاها متخصصون في الإعلام، ليتمكن من تحقيق أهدافه الكبرى التي أنشئ من أجلها، وهي منع أي جهة من استغلال الحديث الشريف في دعواتها التضليلية، ‏مجمع الملك سلمان سيكون مرجعية للحديث الصحيح، وولي العهد يؤسس لخدمة السنة النبوية جمعاً وتصنيفاً وتحقيقًا.